أخر الأخبارالكهرباء

الفرق بين الكهرباء الوطنية والمولدات الأهلية في العراق وأيهما أفضل

الفرق بين الكهرباء الوطنية والمولدات الأهلية في العراق وأيهما أفضل

الكهرباء في العراق ما زالت تمثل واحدة من اهم التحديات اليومية التي يواجهها المواطن، ورغم وعود الحكومات المتعاقبة بتحسين منظومة الكهرباء الوطنية، الا ان الازمة ما زالت مستمرة منذ سنوات طويلة. في ظل هذه الظروف اضطر المواطن الى الاعتماد على بدائل اخرى، في مقدمتها المولدات الاهلية.

في هذا المقال نستعرض الفرق بين الكهرباء الوطنية والمولدات الاهلية من حيث الكلفة والجودة والاعتمادية، وايهما الافضل بالنسبة للمستهلك العراقي في حياته اليومية.

اولاا : الكهرباء الوطنية

الكهرباء الوطنية هي التي يتم انتاجها داخل محطات التوليد الحكومية، وتوزيعها عبر الشبكة الرسمية باشراف وزارة الكهرباء، ورغم انها تمثل المصدر الرسمي والاقل كلفة، الا انها تعاني من مشاكل عديدة منذ سنوات طويلة.

من ابرز مميزات الكهرباء الوطنية انها توفر تيارا مستقرا نسبيا، وتسمح بتشغيل الاجهزة الكهربائية الثقيلة مثل المكيفات والسخانات والغسالات بدون مشاكل، كما انها ارخص بكثير من اي مصدر بديل اخر.

لكن مشكلتها الاساسية هي عدم الاستمرارية والانقطاع المستمر، خاصة في فصل الصيف، حيث يحصل المواطن في اغلب المدن العراقية على الكهرباء لساعات محدودة يوميا، ويضطر الى الانتظار طويلا حتى تعود.

كذلك تعاني الشبكة من ضعف البنية التحتية، وقدم المحطات، ونقص الوقود، والاعتماد الكبير على الاستيراد من دول الجوار، مما يجعلها عرضة للتقلبات السياسية والامنية.

ثانيا : المولدات الاهلية

المولدات الاهلية هي مبادرة فردية من اصحاب محلات او اشخاص يشترون مولدات كبيرة، ويقومون بتزويد الاهالي بالكهرباء مقابل اجور شهرية تعتمد على عدد الامبيرات، هذه الخدمة اصبحت شبه رسمية في اغلب المدن العراقية، وتعمل وفق تنظيم محلي باشراف المجالس البلدية او المختارين.

من اهم مميزات المولدات الاهلية انها متوفرة في اغلب الاحياء، وتوفر كهرباء في اوقات انقطاع الشبكة الوطنية، وبعض المناطق تعتمد عليها بشكل كامل في فصل الصيف لتشغيل الانارة والمراوح وبعض الاجهزة الضرورية.

لكن المولدات تعاني من مشاكل كثيرة، اهمها ان التيار غير مستقر، ولا يمكنه تشغيل الاجهزة الثقيلة بكفاءة, كما ان الكلفة الشهرية مرتفعة، وتزداد مع ارتفاع الطلب في الصيف.

الفرق بين المصدرين

الكهرباء الوطنية تتميز بانها اقل كلفة، واكثر استقرارا من حيث الجهد الكهربائي، لكنها تعاني من انقطاعات طويلة، وعدم توزيع عادل بين المحافظات والمناطق.

اما المولدات فهي حل بديل يوفر الحد الادنى من الاحتياجات، لكن بكلفة عالية وجهد منخفض، ولا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل لتشغيل الحياة اليومية، ولا تغني عن الكهرباء الوطنية.

واغلب المواطنين يفضلون الكهرباء الوطنية عندما تكون متوفرة، لانها اقل كلفة، وتسمح بتشغيل كافة الاجهزة، لكن بسبب الانقطاعات الطويلة، اصبح الكثيرون مضطرين للاشتراك في المولدات رغم كلفتها العالية.

بعض المواطنين يشتركون بعدد محدود من الامبيرات فقط للانارة والمروحة لتقليل الكلفة، والبعض الاخر يضطر الى تشغيل جهاز تبريد بسيط على حساب الاستغناء عن اجهزة اخرى.

التأثير على الاقتصاد

انفاق العوائل العراقية على الكهرباء من خلال الاشتراك بالمولدات اصبح يشكل عبئا ماليا كبيرا، خاصة لذوي الدخل المحدود، حيث تدفع بعض العوائل شهريا اكثر من نصف دخلها للكهرباء.

كما ان استمرار الاعتماد على المولدات يضر بالبيئة، ويزيد من معدلات التلوث داخل الاحياء، اضافة الى ان هذا الوضع يضعف الثقة بالحكومة، ويخلق حالة من الفوضى في تنظيم خدمات البنية التحتية.

هل هناك حلول واقعية

الحل الجذري يتمثل في تحسين منظومة الكهرباء الوطنية، من خلال بناء محطات جديدة، وتحديث الشبكات القديمة، وزيادة الاعتماد على الغاز المحلي، وتقليل الهدر والفساد، كما يجب تنظيم عمل المولدات من خلال ضوابط واضحة، تحدد الاسعار، وساعات التشغيل، ونوع الوقود المستخدم، لتقليل الضرر البيئي والصحي.

من الضروري ايضا دعم مشاريع الطاقة الشمسية كحل بديل في المناطق البعيدة عن الشبكة، وتشجيع المواطنين على استخدامها من خلال قروض ميسرة واعفاءات ضريبية، الكهرباء الوطنية والمولدات الاهلية هما مصدران رئيسيان للطاقة في العراق، ولكل منهما مزايا وعيوب. المواطن لا يملك رفاهية الاختيار، بل يعتمد على المتاح لتأمين حاجاته اليومية.

الحل لا يكمن في الاستمرار على هذا الوضع، بل في تطوير البنية التحتية، وتوفير كهرباء وطنية مستقرة وعادلة تغني المواطنين عن اللجوء الى بدائل مكلفة ومؤقتة.

الفرق بين الكهرباء الوطنية والمولدات الأهلية في العراق وأيهما أفضل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى