هل تختلف أسعار الذهب بين بغداد والبصرة؟ تحقيق في الفروقات الجغرافية
هل تختلف أسعار الذهب بين بغداد والبصرة

هل تختلف أسعار الذهب بين بغداد والبصرة؟ تحقيق في الفروقات الجغرافية، سواء المستثمرين أو المقبلين على الزواج أو حتى المدخرين، ولكن من الملاحظ أن هناك تفاوتا بسيطا أحيانا في الأسعار بين مدينة وأخرى، ويبرز السؤال الأكثر تداولا، هل تختلف أسعار الذهب بين بغداد والبصرة فعلا، أم أن الفروقات مجرد عوامل وقتية؟ هذا التحقيق يحاول تسليط الضوء على العوامل الجغرافية والتجارية التي تؤثر على أسعار الذهب بين المحافظات العراقية وتحديدا بين العاصمة بغداد ومدينة البصرة.
بغداد والبصرة، مركزان مهمان في سوق الذهب العراقي
تعتبر بغداد القلب الاقتصادي والإداري للعراق، وتحتضن أكبر عدد من محلات الذهب وتجار الجملة والمستوردين، في حين تمثل البصرة مركزا تجاريا مهما في الجنوب، وتتمتع بوضع خاص بحكم قربها من الموانئ، ما يسهل دخول الذهب المستورد عبر المنافذ البحرية، ورغم أن الأسعار تحدد أساسا بناء على السعر العالمي وسعر الصرف المحلي، إلا أن تأثير المكان لا يمكن تجاهله.
أسباب الاختلاف بين أسعار الذهب في بغداد والبصرة
يعود اختلاف الأسعار في بعض الأحيان إلى عدة عوامل، أبرزها اختلاف تكاليف النقل بين المحافظات، فعلى سبيل المثال قد تكون تكلفة الشحن والتأمين أعلى في بعض المناطق، مما ينعكس على السعر النهائي للغرام، كما تلعب المصنعية دورا مهما، حيث تختلف أجور التصنيع بين ورش الذهب في بغداد وتلك الموجودة في البصرة، وقد يؤدي ذلك إلى فروقات تصل إلى عدة آلاف من الدنانير في سعر القطعة الواحدة.
حركة العرض والطلب
الطلب المرتفع في منطقة معينة قد يؤدي إلى ارتفاع طفيف في الأسعار، ففي المناسبات مثل الأعياد أو مواسم الزواج، تشهد البصرة وبغداد زيادات في الطلب ولكن بتوقيتات مختلفة، ففي حين يزداد الطلب في بغداد بداية المواسم، يرتفع أكثر في البصرة خلال المناسبات العشائرية والاجتماعية، وهذه الفروقات تؤدي إلى تحركات سعرية محدودة لكنها مؤثرة في بعض الأحيان.
تأثير نوع العيار والموديلات
الاختلاف لا يقتصر على السعر فقط بل يمتد إلى أنواع العيارات والموديلات المفضلة، ففي بغداد يزداد الإقبال على الذهب عيار 21 وعيار 18 نظرا لتنوع التصاميم وانتشار الذهب التركي، بينما في البصرة يميل الناس أكثر نحو الذهب عيار 22 وعيار 24 بسبب التأثر بثقافة الخليج ووجود أذواق تقليدية، وهذا التنوع في العرض ينعكس أيضا على فروقات طفيفة في الأسعار بين المدينتين.
فروقات المصنعية وأثرها المباشر
في بغداد، المصنعية عادة ما تكون أقل بسبب كثافة ورش التصنيع والمنافسة العالية، أما في البصرة فالمصنعية تكون أعلى نسبيا خصوصا عند التعامل مع المحلات الكبرى أو عند طلب تصميمات خاصة، وهذه المصنعية الإضافية ترفع السعر النهائي للقطعة رغم أن سعر الذهب الخام قد يكون متقاربا.
سعر الأونصة لا يختلف، ولكن السعر المحلي يتأثر
من المهم التأكيد على أن سعر أونصة الذهب بالدولار لا يختلف بين المحافظات لأنه يعتمد على السعر العالمي، لكن السعر المحلي بالغرام يتأثر بسعر صرف الدولار في السوق الموازي في كل محافظة، إضافة إلى التكاليف التشغيلية المختلفة، وهذا يفسر سبب وجود فروقات طفيفة في السعر من محل لآخر حتى داخل نفس المدينة.
تجار الذهب وأسلوب التسعير
كل تاجر يضع هامش ربح خاص به، لذلك نجد أن بعض المحلات في البصرة تسعر الذهب بأعلى قليلا من نظرائها في بغداد، خاصة في المناطق الراقية أو التجارية، كما أن بعض المحلات تقدم عروض تخفيضات أو تسهيلات في الدفع تؤثر على تسعير القطع، وهذا يساهم في تنوع الأسعار بشكل عام بين المحافظات.
هل تؤثر هذه الفروقات على قرار الشراء؟
رغم أن الفروقات قد تصل أحيانا إلى ألف أو ألفين دينار للغرام الواحد، إلا أن قرار الشراء لا يتأثر كثيرا بها، لأن المشتري يهتم أكثر بثقة المحل والتصميم والخدمة المقدمة، ولكن في حالة الشراء بالجملة أو بكميات كبيرة، فإن هذه الفروقات تصبح مؤثرة جدا، ولذلك يحرص التجار على الشراء من المصدر الأرخص، وغالبا ما يكون من بغداد.
خلاصة وتحليل
يمكن القول إن أسعار الذهب في بغداد والبصرة متقاربة بشكل عام، ولكنها قد تختلف بفروق بسيطة نتيجة لعدة عوامل تشمل المصنعية، وتكاليف التشغيل، والطلب المحلي، وأسعار الدولار، ونوع العيارات، ويبقى القرار النهائي للمشتري مبنيا على تفضيلاته الشخصية وظروف السوق في لحظة الشراء.
كيف تغيرت أسعار الذهب في العراق بعد عام 2003؟ نظرة تحليلية